الاثنين، 27 أكتوبر 2014

مجازفة أكبر .. مكافأة أكبر


  بيتر كيلي

عندما يكون لدينا فكرة جديدة نابعة من أدمغتنا، أو
عندما تظهر فرصة يمكن أن تكون طريقاً للابتعاد عن

الطرق المألوفة في أداء الأعمال، فإن رد فعلنا الفوري
يدفعنا للقيام بالعمل عبر إتباع الطريق الآمن –
فنبتعد عن تلك الفكرة، أو أن نتردد في اغتنام الفرصة
لأنها جديدة و ليست مجرّبة من قبل، و فيها مجازفة
الى حدٍ ما. ولكن إذا ما طال انتظارنا كثيراً جداً في
اتخاذ القرار حول ما علينا أن نفعل، فمن الممكن أن
تفوتنا هذه الفرصة. في أوقات مثل تلك، يجب علينا
أن نحسب المجازفة.
إن الأمر ليس مجرد مسألة الرغبة القوية في ركوب
المجازفات، لأن ذلك يمكن له أيضاً أن يؤدي إلى الإهمال
واللامبالاة. إن ركوب المجازفات المحسوبة يتعلق بتقييم
المكاسب الممكنة مقابل المخاسر الممكنة، واتخاذ
القرارات الحكيمة تبعاً لذلك. نحتاج أحياناً للمجازفةِ
بالفشل للحصول على المكافآت المحتملة، ولكن بوجهٍ
عام؛ لا بد أن تكون احتمالية تحقيق نتائج إيجابية
أكبر من تحقيق نتائج سلبية. ان مفاتيح ذلك تكون
بأن نفهم الأضداد أولاً، وثانياً أن نفعل كل ما يمكن أن
نفعله من أجل تحسين هذه الأضداد.
ومن الصعب أن نقرر القيام بعمل ما يشتمل على
درجة عالية من المخاطرة حتى لو وجِدَت إمكانية
الحصول على مكافأة أكبر. لكن الحياة مليئةٌ بمواقف
كتلك و علينا التعامل معها. نورد فيما يلي بعض
النقاط التي يجب أخذها في الحسبان عندما يعترض
سبيلنا موقف اُممثل.
  • قيّم عامل الزمن. قلةٌ قليلة من نوافذ الفرص تبقى
مفتوحة على الدوام. في بعض الأحيان، يجب اتخاذ
قرار متابعة الفرصة المتاحة أو عدم متابعتها بشكلٍ
سريع نوعاً ما، و يجب علينا أن لا نسمح لأنفسنا
بالتعرض للضغط؛ فنتخذ بذلك قرار متسرع بعيد
عن الحكمة.
  • أدرس الموقف. فكر بشكل شامل مستفيض
وموضوعي في المزايا والعيوب وقم بحساب احتمالات
النجاح وعدمها بقدر الإمكان. ثم علينا أن نحاول
تحديد ما يمكن لنا أن نقوم به من أجل تحسين تلك
الأضداد.
  • تعلّم من الآخرين. حاول أن تعثر على قصص الآخرين
الذين غامروا بمخاطر مماثلة وتفحص لماذا نجحوا فيها
أو فشلوا.
  • لا تتخل عن الفهم الواعي. إن ركوب المخاطر ليس من
الأمور المتعلقة بالتخلي عن الحس أو الفهم الواعي.
لقد مُنِحنا قوة التفكير العقلاني من أجل هدف،
ولذلك فمن الضروري أن نفكر في الأمور بشكل
مستفيض.
  • كن راغباً بقوة في اتخاذ الإجراء. لا يمكننا أن نكون
متهورين ومندفعين، و كذلك لا يمكننا انتظار كل
شيء كي يكون على أحسن ما يرام دون مخاطر؛
بل يجب أن نكون مستعدين لانتهاز الفرصة عندما يكون الوقت مناسبا
 لو بدا لنا يوماً ما أن فرصةً ذهبية تعترض سبيلنا؛
وأنها هي الشيء المناسب لنا، فإن المخاطرة المحسوبة
يمكن أن تصبح بوابة نجاحنا.